أم المصائب
سميت ام المصائب ,وحق لها ان تسمى بذلك ,فقد شاهدت مصيبة وفاة جدها النبي (ص), وشهادة امها الزهراء(ع) , وشهادة ابيها امير المؤمنين (ع), وشهادة اخيها الحسن (ع) ,وأخيرا المصيبة العظمى,وهي شهادة اخيها الحسين (ع),في واقعة الطف مع باقي الشهداء(رضوان الله عليهم ).
جلالة قدرها
وحدث يحيى المازني قال: كنت في جوار امير المؤمنين(ع) مدة مديدة ,وبالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته, فلا والله ما رأيت لها شخصا ولا سمعت لها صوتا, وكانت أذا أرادة الخروج لزيارة جدها رسول الله تخرج ليلا والحسن على يمينها والحسين على شمالها وأمير الؤمنين (ع) امامها, فاذا قربت من القبر الشريف سبقها امير المؤمنين(ع) فأخمد ضوء القناديل, فسأله الحسن (ع) مرة عن ذلك فقال (ع) :
.اخشى ان ينظر احد الى شخص أختك زينب.
ويكفي في جلالة قدرها ونبالة شئنها ماورد في بعض ألاخبار من انها دخلت على الحسين(ع) وكان يقرأ القرآن, فوضع القرآن على الأرض وقام أجلالا لها.
وقال فيها أبن اخيها علي ابن الحسين(ع).
انت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة
وعن الصدوق محمد بن بابويه طاب ثراه: كانت زينب (ع) لها نيابة خاصة عن الحسين (ع) وكان الناس يرجعون أليها في الحلال والحرام حتى برئ زين العابدين (ع) من مرضه؛ وكانت لها مجالس تفسير للقرآن الكريم منذ حياة والدها.
زوجها
ابن عمها عبدالله بن جعفر الطيار, وكان كريما , جوادا,ظريفا ,خليقا , عفيفا, سخيا , وأخبارعبدالله بن جعفر في الكرم كثيرة , وكان يدعوه النبي (ص) من أيسر بني هاشم وأغناهم , وله في المدينة وغيرها قرى وضياع ومتاجرة عدا ماكانت تصله من الخلفاء من الأموال ,وكان بيته محط امال المحتاجين , وكان لايرد سائلا قصده , وكان يبدا الفقير بالعطاء قبل ان يسأله فسئل عن ذلك فقال :لاأحب أن يريق ماء وجهه بالسؤال , حتى قال فقراء المدينة بعد موته : ماكنا نعرف السؤال حتى مات عبدالله بن جعفر.
العبادة
كانت السيدة زينب عليها السلام مثالا حيا من مثل اهلها , فكانت صوامة قوامة, قانته لله تعالى تائبة اليه , تقضي أكثر لياليها متهجدة تاليه للقرآن الكريم ,ولم تترك كل ذلك حتى في أشد الليالي.
وعن الفاضل النائيني البروجردي : أن الحسين لما ودع اخته زينب وداعه الأخير قال لها : ياأختاه لاتنسيني في نافلة الليل .
وقال بعض ذوي الفضل : انها (صلوات الله عليها ) ماتركت تهجدها لله تعالى طول دهرها حتى ليلة العاسر من محرم .
وروي عن زين العابدين (ع) انه قال :رأيتها تلك الليلة تصلي من جلوس ,
وروى بعض المتبقين عن الأمام زين العابدين (ع) أنه قال :أن عمتي زينب كانت تؤدي صلواتها من الفرائض والنوافل عند سير القوم بنا من الكوفة الى الشام من قيام ،
وفي بعض المنازل كانت تصلي من جلوس فسألتها عن سبب ذلك فقالت : أصلي من جلوس من لشدة الجوع والضعف منذ ثلاث ليالءلانها كانت تقسم مايصيبها من الطعام على الاطفال لان القوم كانوا يدفعون لكل واحد منا رغيفا واحدا من الخبز في اليوم والليله .
الزهد
كانت السيد العقيلة زينب عليها السلام المثل الاعلى في القناعة والزهد والبعد عن متاع الدنيا ونعيمها , فأعرضت عن زهرة الحياة من المال الوفير لدى زوجها عبدالله بن جعفر , كما اعرضت عن الولد والحشم والخدم , فخرجت مع أخيها الأمام أبي عبد الله الحسين (ع) , باذلة النفس والنفيس في سبيل الحق ونصرة الدين , ورغم علمها بما قد يجري عليهم من المصائب والاحداث , مؤثرة الآخرة على الدنيا , والآخرهة خير وأبقى
الصبر
كما هو معلوم لكل من درس حياتها
وأول مصيبة دهمتها هو فقدها جدها النبي (ص) وما لاقى اهلها بعده من المكاره , ثم فقدها امها الكريمة بنت رسول الله بعد مرض شديد وكدر من العيش والاعتكاف في بيت الاحزان , ثم فقدها اباها عليا وهو مضرج في دمه , من تحملت السيده العقيله الطاهرة عليها السلام ماتعرضت له من احداث الدهر من استشهاد امها وأبيها وأخويها عليهم السلام صابرة محتسبة ومفوضى أمرها الى الله تعالى , راضية بقضائه وتدبيره , قائمه بما ألقي على كاهلها من عبء مراعاة العيال ومراقبة الصغار واليتاما من أخوتها وأهل بيتها , رابطة الجأش بأيمانها الثابت وعقيدتها الراسخة , حتى أنها قالت عندما وقفت على جسد أخيها الشهيد الأمام الحسين (ع) وهو مقطع الأوصال : اللهم تقبل منا هذا القليل من القربان .
واليك نبذة بسيرة من مصائبها العظيمة وفوادحها الكبرى فانها (ع) رأت من المصائب والنوائب مالو نزلت على الجبال الراسيات لانفسحت واندكت جوانبها ,لكنها في ذلك تصبر الصبر الجميلسيف ابن ملجم المرادي( لع ), ثم فقدها أخاها المجتبى المسموم تنظر أليه وهو يتقيأ كبده في الطشط قطعة قطعه , وبعد موته (ع) ترشق جنازته بالسهام , ثم رؤيتها اخاها الحسين (ع) تتقاذف به البلاد حتى نزل كربلاء وهناك دهمتها الكوارث من قتله (ع) وقتل بقية أخوتها وأولادهم واولاد عمومتها وخواص ألامه من شيعة أبيها (ع) عطاشا, ثم المحن التي لاقتها من هجوم اعداء الله على رحلها, وما فعلوه من سلب وسبي ونهب واهانه وضرب لكرائم النبوة وودائع الرسالة , وتكفلها حال النساء والاطفال في ذلة الاسر , ثم سيرها معهم من بلد الى بلد ومن منزل الى منزل ومن مجلس الى مجلس , وغير ذلك من الرزايا التي يعجز عنها البيان ويكل اللسان , وهي مع ذلك كله صابرة محتسبة ومفوضة امرها الى الله, قائمة بوظائف شاقة من مدارات العيال ومراقبة الصغار واليتامى من أولاد أخوتها وأهل بيتها , رابطة الجأش بأيمانها الثابت وعقيدتها الراسخه و حتى أنها كانت تسلي أمام زمانها زين العابدين (ع) وأما ماكان يظهر بعض الأحيان من البكاء وغيره فذلك ايظا كان لطلب الثواب أو الرحمة التي أودعها الله عز وجل في المؤمنين , أما طلب الثواب فلعلمها بما اعده الله للبكائين على الحسين .
وقد تجلا حزنها لما دخلت المدينة المنورة , وذلك عندما اخذت بعضادتي باب مسجد الرسول (ص) وعيناها تسيل بالدموع باكية منتحبة وتنادي : ياجداه أني ناعية اليك اخي الحسين .
وما ان استقر المقام بها بالمدينة المنورة , حتى اخذت تنتبر المنابر , تخطب الجماعات مظهرة عدوان يزيد بن معاوية وبغي عبيد الله بن زياد وطغيان أعوانهما على أهل بيت النبوي الكريم .
الشجاعة
قل نظيرها اذ كم لها من موقف يوم الطف , وما بعده وفي الكوفة وفي مجلس بن زياد وفي الشام ومجلس يزيد لم ترهب من الموت وكانت صدى صوت الحسين الذي اطلقه
(هيهات من الذله ) و (لااعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولااقر اقرار العبيد )
البلاغة والفصاحة
اما فصاحتها وبلاغتها عليها السلام وقدرتها على الابانة والتعبير , والوصول والانتهاء الى حسن الكلام بسلاسة وسهولة مع تغير اللفظ وأصابة معناه واستواه في التقسيم وتعادل في الاطراف وتشابه اعجازه بصدرة وموافقة أواخره ببداءته , بحيث يصبح المنظوم مثل المنثور في سهولة مطلعه وجودة مقطعه وكمال صوغه وتركيبه , فيصير عذبا جزلا سهلا , به رونق وحلاوة , يقبله الفهم الثاقب ولا يرده, ويستوعبه السمع الصائب ولايمجه , فهذا كله مما ورثته السيدة الطاهره العقيلة عن ابيها الامام علي عليه السلام بسيد الفحصاء وامام البلغاء .
وفاتها
هناك عدة آراء في مدفنها وسنة وفاتها , لكن هناك اجماع على يوم وفاتها , وقيل مدفنها في دمشق , والمدينة المنورة ومصر , وأيضا في شمال العراق ورجح بعض المحققين ان يكون المدفن في دمشق .
قيل : أنها ارغمت على الخروج فذهبت الى الشام , ومرت بشجرة علق عليها رأس الامام الحسين (ع) , فتذكرت ايام الاسر وعادت اليها لواعج الاسى والحزن , فحمت وتوفيت بالقرب من دمشق في قريه تسما ( راويه) في الخامس عشر من شهر رجب عام 62 هجريه وقيل 65 هجريه اي بعد شهادة اخيها الحسين عليه السلام بعام ونصف تقريبا ؟؟؟؟
فسلام على من ناصرت الحسين في جهاده
الثلاثاء سبتمبر 06, 2011 8:47 am من طرف وسام القيسي
» الحكمه من ابقاء العين مفتوحه اثناء السجود
الجمعة يوليو 29, 2011 5:38 am من طرف وسام القيسي
» تصليح فقدان الاشاره للدنكل y6
الخميس نوفمبر 11, 2010 10:49 am من طرف manhalaba
» الموقع الرسمي للدنكل y6
الخميس نوفمبر 11, 2010 10:47 am من طرف manhalaba
» قصيدة غاية في الروووووووووووووووووووووعة
السبت يوليو 31, 2010 2:43 am من طرف وسام القيسي
» :::: برنامج إصلاح USB Flash Disk ::::
الثلاثاء يوليو 27, 2010 6:05 am من طرف bobk
» الموضوع: الحل لتوقف الدنكل y6
الخميس مايو 20, 2010 12:43 pm من طرف وسام القيسي
» جوتي لن يذهب الى الامارات بل الى نادي غلطه سراي
الجمعة مايو 14, 2010 3:44 am من طرف prince of persia
» القانون العام للقسم يرجى القراءة قبل كتابة اي موضوع
الأحد مايو 09, 2010 1:20 pm من طرف وسام القيسي